{ أولئك } الموصوفون بتلك الصفات { لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأرض } أي : ما كانوا يعجزون الله في الدنيا إن أراد عقوبتهم { وَمَا كَانَ لَهُمْ مّن دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاء } يدفعون عنهم ما يريده الله سبحانه من عقوبتهم ، وإنزال بأسه بهم ، وجملة { يُضَاعَفُ لَهُمُ العذاب } مستأنفة لبيان أن تأخير العذاب والتراخي عن تعجيله لهم ، ليكون عذاباً مضاعفاً .
وقرأ ابن كثير ، وابن عامر ، ويزيد ويعقوب { يضعّف } مشدّداً { مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السمع } أي : أفرطوا في إعراضهم عن الحق ، وبغضهم له ، حتى كأنهم لا يقدرون على السمع ولا يقدرون على الإبصار ، لفرط تعاميهم عن الصواب . ويجوز أن يراد بقوله : { وَمَا كَانَ لَهُمْ مّن دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاء } أنهم جعلوا آلهتهم أولياء من دون الله ، ولا ينفعهم ذلك ، فما كان هؤلاء الأولياء يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ، فكيف ينفعونهم فيجلبون لهم نفعاً أو يدفعون عنهم ضرراً ، ويجوز أن تكون «ما » هي المدية . والمعنى : أنه يضاعف لهم العذاب مدّة استطاعتهم السمع والبصر . قال الفراء : ما كانوا يستطيعون السمع ، لأن الله أضلهم في اللوح المحفوظ . وقال الزجاج : لبغضهم النبي صلى الله عليه وسلم . وعداوتهم له لا يستطيعون أن يسمعوا منه ولا يفهموا عنه .
قال النحاس : هذا معروف في كلام العرب ، يقال : فلان لا يستطيع أن ينظر إلى فلان : إذا كان ثقيلاً عليه
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.