فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ أَمۡلَيۡتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٞ ثُمَّ أَخَذۡتُهَا وَإِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ} (48)

{ وَكَأَيّن من قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظالمة ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِليَّ المصير } : هذا إعلام منه سبحانه أنه أخذ قوماً بعد الإملاء والتأخير . قيل : وتكرير هذا مع ذكره قبله للتأكيد ، وليس بتكرار في الحقيقة ؛ لأن الأوّل سيق لبيان الإهلاك مناسباً لقوله : { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } ولهذا عطف بالفاء بدلاً عن ذلك ؛ والثاني : سيق لبيان الإملاء مناسباً لقوله : { وَلَن يُخْلِفَ الله وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ } فكأنه قيل : وكم من أهل قرية كانوا مثلكم ظالمين قد أمهلتهم حيناً ، ثم أخذتهم بالعذاب ، ومرجع الكل إلى حكمي . فجملة : { وإليّ المصير } تذييل لتقرير ما قبلها .

/خ51