الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ أَمۡلَيۡتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٞ ثُمَّ أَخَذۡتُهَا وَإِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ} (48)

ثم قال : { وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة }[ 46 ] : أي : وكم من أهل قرية أمهلتهم وأخرت عذابهم ( وهم ظالمون ) أي : مشركون بالله ، ثم أخذتهم بالعذاب . واستغنى عن ذكر العذاب لتقدم ذكره ، فعذبتهم{[47087]} في الدنيا بعد الإمهال{[47088]} وإلى المصير في الآخرة ، فيلقون عذابا لا انقطاع له . وفي الكلام حذف . والتقدير : فكذلك حال مستعجليك بالعذاب يا محمد ، فإن أمليت لهم إلى آجالهم ، فإني آخذهم بالعذاب في الدنيا بالسيف والمصائب ثم يصيرون إلى في الآخرة فيصل بهم العذاب المقيم . كل هذا تخويف ووعيد وزجر للكفار من قريش وغيرهم .


[47087]:ز: ذكر تعذيبهم. (تحريف).
[47088]:ز: الإهمال. (تحريف).