البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ أَمۡلَيۡتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٞ ثُمَّ أَخَذۡتُهَا وَإِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ} (48)

وعطفت { فكأين } الأولى بالفاء وهذه الثانية بالواو .

وقال الزمخشري : الأولى وقعت بدلاً عن قوله { فكيف كان نكير } وما هذه فحكمها حكم ما تقدمها من الجملتين المعطوفتين بالواو أعني قوله { لن يخلف الله وعده وإن يوماً عند ربك كألف سنة } وتكرر التكثير بكائن في القرى لإفادة معنى غير ما جاءت له الأولى لأنه ذكر فيها القرى التي أهلكها دون إملاء وتأخير ، بل أعقب الإهلاك التذكير وهذه الآية لما كان تعالى قد أمهل قريشاً حتى استعجلت بالعذاب جاءت بالإهلاك بعد الإملاء تنبيهاً على أن قريشاً وإن أملى تعالى لهم وأمهلهم فإنه لا بد من عذابهم فلا يفرحوا بتأخير العذاب عنهم .