فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَا يُؤۡمِنُونَ بِهِۦ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (201)

وجملة : { لاَ يُؤْمِنُونَ } تحتمل وجهين : الأوّل : الاستئناف على جهة البيان والإيضاح لما قبلها . والثاني : أنها في محل نصب على الحال من الضمير في { سلكناه } ، ويجوز أن يكون حالاً من { المجرمين } . وأجاز الفراء الجزم في { لا يؤمنون } ، لأن فيه معنى الشرط والمجازاة ، وزعم أن من شأن العرب إذا وضعت " لا " موضع " كيلا " مثل هذا ربما جزمت ما بعدها ، وربما رفعت ، فتقول : ربطت الفرس لا ينفلت بالرفع والجزم لأن معناه : إن لم أربطه ينفلت ، وأنشد لبعض بني عقيل :

وحتى رأينا أحسن الفعل بيننا *** مساكنه لا يقرف الشر قارب

بالرفع ، ومن الجزم قول الآخر :

لطال ما حللتماها لا ترد *** فخلياها والسجال تبترد

قال النحاس : وهذا كله في { لا يؤمنون } خطأ عند البصريين ، ولا يجوز الجزم بلا جازم { حتى يَرَوُاْ العذاب الأليم } أي لا يؤمنون إلى هذه الغاية ، وهي مشاهدتهم للعذاب الأليم .

/خ227