فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ أَرُونِيَ ٱلَّذِينَ أَلۡحَقۡتُم بِهِۦ شُرَكَآءَۖ كَلَّاۚ بَلۡ هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (27)

ثم أمره سبحانه : أن يورد عليهم حجة أخرى يظهر بها ما هم عليه من الخطأ ، فقال : { قُلْ أَرُونِىَ الذين أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاء } أي أروني الذين ألحقتموهم بالله شركاء له ، وهذه الرؤية هي القلبية ، فيكون { شركاء } هو المفعول الثالث ، لأن الفعل تعدّى بالهمزة إلى ثلاثة . الأوّل : الياء في { أروني } ، والثاني : الموصول ، والثالث : { شركاء } ، وعائد الموصول محذوف : أي ألحقتموهم ، ويجوز أن تكون هي البصرية ، وتعدّى الفعل بالهمزة إلى اثنين : الأوّل الياء ، والثاني الموصول ، ويكون { شركاء } منتصباً على الحال . ثم ردّ عليهم ما يدعونه من الشركاء ، وأبطل ذلك ، فقال : { كَلاَّ بَلْ هُوَ الله العزيز الحكيم } أي ارتدعوا عن دعوى المشاركة ، بل المنفرد بالإلهية ، هو الله العزيز بالقهر والغلبة ، الحكيم بالحكمة الباهرة .

/خ27