ثم أنكر عليهم بقوله : { أَتَدْعُونَ بَعْلاً } هو اسم لصنم كانوا يعبدونه ، أي : أتعبدون صنماً ، وتطلبون الخير منه .
قال ثعلب : اختلف الناس في قوله سبحانه : { بَعْلاً } فقالت طائفة : البعل هنا الصنم ، وقالت طائفة : البعل هنا ملك ، وقال ابن إسحاق : امرأة كانوا يعبدونها . قال الواحدي : والمفسرون يقولون : رباً ، وهو بلغة اليمن ، يقولون للسيد ، والربّ : البعل .
قال النحاس : القولان صحيحان ، أي أتدعون صنماً عملتوه رباً ؟ { وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الخالقين } أي وتتركون عبادة أحسن من يقال له خالق ، وانتصاب الاسم الشريف في قوله : { الله رَبَّكُمْ وَرَبَّ ءابَائِكُمُ الأولين } على أنه بدل من { أحسن } ، هذا على قراءة حمزة ، والكسائي ، والربيع بن خثيم ، وابن أبي إسحاق ، ويحيى بن وثاب ، والأعمش ، فإنهم قرؤوا بنصب الثلاثة الأسماء . وقيل : النصب على المدح ، وقيل : على عطف البيان ، وحكى أبو عبيد : أن النصب على النعت . قال النحاس : وهو غلط وإنما هو بدل ، ولا يجوز النعت . لأنه ليس بتحلية ، واختار هذه القراءة أبو عبيد ، وأبو حاتم . وقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وعاصم ، وأبو جعفر ، وشيبة ، ونافع بالرفع . قال أبو حاتم : بمعنى هو الله ربكم . قال النحاس : وأولى ما قيل : إنه مبتدأ ، وخبر بغير إضمار ولا حذف . وحكي عن الأخفش : أن الرفع أولى وأحسن . قال ابن الأنباري : من رفع أو نصب لم يقف على { أحسن الخالقين } على جهة التمام ؛ لأن الله مترجم عن أحسن الخالقين على الوجهين جميعاً ، والمعنى أنه خالقكم ، وخالق من قبلكم ، فهو الذي تحقّ له العبادة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.