فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱللَّهَ رَبَّكُمۡ وَرَبَّ ءَابَآئِكُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (126)

وانتصاب الاسم الشريف في قوله : { اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ } على أنه بدل من أحسن هذا على قراءة حمزة والكسائي والربيع بن خيثم وابن أبي إسحق وغيرهم منهم قرأوا بنصب الثلاثة الأسماء ، وقيل : النصب على المدح . وقيل : على عطف البيان ، وحكى أبو عبيد : أن النصب على النعت . قال النحاس : وهو غلط ، وإنما هو بدل ولا يجوز النعت لأنه ليس بتحلية ، واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وغيرهما بالرفع . قال أبو حاتم : بمعنى هو الله ربكم ، قال النحاس وأولى ما قيل أنه مبتدأ وخبر بغير إضمار ولا حذف ، وحكي عن الأخفش : أن الرفع أولى وأحسن . قال ابن الأنباري : من رفع أو نصب لم يقف على أحسن الخالقين على جهة التمام لأن الله مترجم عن أحسن الخالقين على الوجهين جميعا ، والمعنى أنه خالقكم وخالق من قبلكم فهو الذي تحق له العبادة .