فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

{ خُشَّعاً أبصارهم } قرأ الجمهور : { خُشَّعاً } جمع خاشع . وقرأ حمزة ، والكسائي وأبو عمرو : { خَاشِعاً } على الإفراد ، ومنه قول الشاعر :

وَشَبَاب حَسَن أَوْجُهُهُم من *** إياد بن نِزارِ بن مَعد

وقرأ ابن مسعود ( خاشعة ) قال الفراء : الصفة إذا تقدّمت على الجماعة جاز فيها التذكير والتأنيث والجمع ، يعني : جمع التكسير لا جمع السلامة ، لأنه يكون من الجمع بين فاعلين ، ومثل قراءة الجمهور قول امرئ القيس :

وقوفاً بها صحبي عليّ مطيهم *** يقولون لا تهلك أسى وتجلد

وانتصاب { خشعاً } على الحال من فاعل يخرجون ، أو من الضمير في { عنهم } ، والخشوع في البصر : الخضوع والذلة ، وأضاف الخشوع إلى الأبصار لأن العزّ والذلّ يتبين فيها { يَخْرُجُونَ مِنَ الأجداث كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } أي يخرجون من القبور ، وواحد الأجداث : جدث وهو القبر ، كأنهم لكثرتهم واختلاط بعضهم ببعض جراد منتشر : أي منبث في الأقطار مختلط بعضه ببعض .

/خ17