فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَهَٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ مُبَارَكٞ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (155)

قوله : { وهذا كتاب أنزلناه مُبَارَك } الإشارة إلى القرآن ، واسم الإشارة مبتدأ وخبره كتاب ، وأنزلناه صفة لكتاب ، ومبارك صفة أخرى له ، وتقديم صفة الإنزال لكون الإنكار متعلقاً بها ، والمبارك كثير البركة لما هو مشتمل عليه من المنافع الدنيوية والدينية { فاتبعوه } فإنه لما كان من عند الله ، وكان مشتملاً على البركة ، كان اتباعه متحتماً عليكم { واتقوا } مخالفته ، والتكذيب بما فيه { لَعَلَّكُمْ } إن قبلتموه ولم تخالفوه { تُرْحَمُونَ } برحمة الله سبحانه .

/خ157