قوله : { وَأَنَّ هذا صراطي مُسْتَقِيمًا } أن في موضع نصب ، أي واتل أن هذا صراطي ، قاله الفراء والكسائي . قال الفراء : ويجوز أن يكون خفضاً ، أي وصاكم به ، وبأن هذا . وقال الخليل وسيبويه : إن التقدير ولأن هذا صراطي مستقيماً ، كما في قوله سبحانه : { وَأَنَّ المساجد لِلَّهِ } وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي : «وَإِنَّ هذا » بكسر الهمزة على الاستئناف ، والتقدير : الذي ذكر في هذه الآيات صراطي . وقرأ ابن أبي إسحاق ، ويعقوب «وَإِن هذا صراطي » بالتخفيف على تقدير ضمير الشأن . وقرأ الأعمش «وهذا صراطي » وفي مصحف عبد الله بن مسعود «وهذا صراط رَبُّكُمْ » وفي مصحف أبيّ «وهذا صراط رَبّكَ » والصراط : الطريق ، وهو طريق دين الإسلام ، ونصب مستقيماً على الحال ، والمستقيم المستوي الذي لا اعوجاج فيه ، ثم أمرهم باتباعه ونهاهم عن اتباع سائر السبل ، أي الأديان المتباينة طرقها { فَتَفَرَّقَ بِكُمْ } أي تميل بكم { عَن سَبِيلِهِ } أي عن سبيل الله المستقيم الذي هو دين الإسلام . قال ابن عطية : وهذه السبل تعمّ اليهودية والنصرانية والمجوسية ، وسائر أهل الملل ، وأهل البدع والضلالات من أهل الأهواء والشذوذ في الفروع ، وغير ذلك من أهل التعمق في الجدل والخوض في الكلام ، هذه كلها عرضة للزلل ومظنة لسوء المعتقد . والإشارة ب { ذلكم } إلى ما تقدّم وهو مبتدأ وخبره { وصاكم بِهِ } أي أكد عليكم الوصية به { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ما نهاكم عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.