فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ إِنِّي ٱصۡطَفَيۡتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَٰلَٰتِي وَبِكَلَٰمِي فَخُذۡ مَآ ءَاتَيۡتُكَ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ} (144)

وجملة { قَالَ يَا موسى } مستأنفة كالتي قبلها ، متضمنة لإكرام موسى واختصاصه بما اختصه الله به . والاصطفاء : الاجتباء والاختيار ، أي اخترتك على الناس المعاصرين لك برسالتي ، كذا قرأ نافع ، وابن كثير ، بالإفراد ، وقرأ الباقون بالجمع . والرسالة مصدر ، والأصل فيه الإفراد . ومن جمع فكأنه نظر إلى أن الرسالة هي على ضروب ، فجمع لاختلاف الأنواع . والمراد بالكلام هنا : التكليم . امتنّ الله سبحانه عليه بهذين النوعين العظيمين من أنواع الإكرام ، وهما الرسالة والتكليم من غير واسطة ، ثم أمره بأن يأخذ ما آتاه ، أي أعطاه من هذا الشرف الكريم ، وأمره بأن يكون من الشاكرين على هذا العطاء العظيم ، والإكرام الجليل .

/خ147