قوله : { فَإِذَا جَاءتْهُمُ الحسنة قَالُواْ لَنَا هذه } أي الخصلة الحسنة من الخصب بكثرة المطر ، وصلاح الثمرات ، ورخاء الأسعار { قَالُواْ لَنَا هذه } أي أعطيناها باستحقاق ، وهي مختصة بنا { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ } أي خصلة سيئة من الجدب والقحط ، وكثرة الأمراض ونحوها من البلاء { يَطَّيَّرُواْ بموسى وَمَن مَّعَهُ } أي يتشاءموا بموسى ومن معه من المؤمنين به ، والأصل يتطيروا أدغمت التاء في الطاء ، وقرأ طلحة { تطيروا } على أنه فعل ماض . وقد كانت العرب تتطير بأشياء من الطيور والحيوانات ، ثم استعمل بعد ذلك في كل من تشاءم بشيء . ومثل هذا قوله تعالى : { وإن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ يَقُولُواْ هذه مِنْ عِندِكَ } قيل : ووجه تعريف الحسنة أنها كثيرة الوقوع ، ووجه تنكير السيئة ندرة وقوعها .
قوله : { أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ الله } أي سبب خيرهم وشرهم بجميع ما ينالهم من خصب وقحط ، هو من عند الله ، ليس بسبب موسى ومن معه . وكان هذا الجواب على نمط ما يعتقدونه وبما يفهمونه . ولهذا عبر بالطائر عن الخير والشر الذي يجري بقدر الله وحكمته ومشيئته { ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } بهذا ، بل ينسبون الخير والشر إلى غير الله جهلاً منهم . وقرأ الحسن «طيرهم » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.