فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ مُتَبَّرٞ مَّا هُمۡ فِيهِ وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (139)

ثم قال لهم موسى { إِنَّ هَؤُلاء } يعني القوم العاكفين على الأصنام { مُتَبر ما هُمْ فِيهِ } التبار : الهلاك . وكل إناء منكسر فهو متبر : أي أن هؤلاء هالك ما هم فيه مدمّر مكسر . والذي هم فيه هو : عبادة الأصنام . أخبرهم بأن هذا الدين الذي هؤلاء القوم عليه هالك مدمّر لا يتمّ منه شيء .

قوله : { وباطل مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي ذاهب مضمحل جميع ما كانوا يعملونه من الأعمال مع عبادتهم للأصنام . قال في الكشاف : وفي إيقاع { هؤلاء } اسماً ل " إن " ، وتقديم خبر المبتدأ من الجملة الواقعة خبراً لها ، وسم لعبدة الأصنام بأنهم هم المعرّضون للتبار ، وأنه لا يعدوهم البتة ، وأنه لهم ضربة لازب ، ليحذرهم عاقبة ما طلبوا ، و[ يبغض ] إليهم ما أحبوا .

/خ141