وتسمى سورة النبأ ، وهي أربعون آية ، وقيل إحدى وأربعون آية وهي مكية عند الجميع . وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت { عم يتساءلون } بمكة . وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله .
قوله : { عَمَّ يَتَسَاءلُونَ } أصله : «عن ما » فأدغمت النون في الميم ، لأن الميم تشاركها في الغنة ، كذا قال الزجاج . وحذفت الألف ليتميز الخبر عن الاستفهام ، وكذلك فيم وممّ ونحو ذلك ، والمعنى : عن أيّ شيء يسأل بعضهم بعضاً . قرأ الجمهور : { عمّ } بحذف الألف لما ذكرنا ، وقرأ أبيّ وابن مسعود وعكرمة وعيسى بإثباتها ، ومنه قول الشاعر :
علاما قام يشتمني لئيم *** كخنزير تمرغ في دمان
ولكنه قليل لا يجوز إلاّ للضرورة ، وقرأ البزي بهاء السكت عوضاً عن الألف ، وروى ذلك عن ابن كثير . قال الزجاج : اللفظ لفظ استفهام ، والمعنى : تفخيم القصة كما تقول : أيّ شيء تريد : إذا عظمت شأنه . قال الواحدي : قال المفسرون : لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخبرهم بتوحيد الله والبعث بعد الموت وتلا عليهم القرآن ، جعلوا يتساءلون بينهم يقولون : ماذا جاء به محمد ، وما الذي أتى به ؟ فأنزل الله : { عَمَّ يَتَسَاءلُونَ } قال الفرّاء : التساؤل هو أن يسأل بعضهم بعضاً كالتقابل ، وقد يستمعل أيضاً في أن يتحدّثوا به وإن لم يكن بينهم سؤال . قال الله تعالى : { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مّنْهُمْ إِنّي كَانَ لِي قَرِينٌ } [ الصافات : 51 . 50 ] الآية ، وهذا يدل على أنه التحدّث ، ولفظ «ما » موضوع لطلب حقائق الأشياء ، وذلك يقتضي كون المطلوب مجهولاً ، فجعل الشيء العظيم الذي يعجز العقل عن أن يحيط بكنهه كأنه مجهول ، ولهذا جاء سبحانه بلفظ «ما » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.