تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَٱسۡتَخَفَّ قَوۡمَهُۥ فَأَطَاعُوهُۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (54)

46

المفردات :

فاستخف قومه : استخف عقولهم فدعاهم إلى الضلال ، فاستجابوا له .

التفسير :

54- { فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين } .

استخف بعقول قومه وأحلامهم واستجهلهم ، فأطاعوه فيما دعاهم إليه من الضلالة ، وإنما أجابوه لفسقهم وخروجهم على طاعة الله ، وعدم تمسكهم بالحق ، فلم يطيعوه عن قناعة ، بل عن رغبة في مشايعة الهوى ، وإيثارا للعاجلة على الآجلة .

قال تعالى : { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين } . ( النمل : 14 ) .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{فَٱسۡتَخَفَّ قَوۡمَهُۥ فَأَطَاعُوهُۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (54)

{ فاستخف قَوْمَهُ } فطلب منهم الخفة في مطاوعته على أن السين للطلب على حقيقتها ، ومعنى الخفة السرعة لإجابته ومتابعته كما يقال هم خفوف إذا دعوا وهو مجاز مشهور وقال ابن الأعرابي استخف أحلامهم أي وجدهم خفيفة أحلامهم أي قليلة عقولهم فصيغة الاستفعال للوجدان كالأفعال كما يقال أحمدته وجدته محموداً وفي نسبته ذلك للقوم تجوز { فَأَطَاعُوهُ } فيما أمرهم به { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فاسقين } فلذلك سارعوا إلى طاعة ذلك الفاسق الغوي .