تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ} (29)

27

{ إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور }

المفردات :

يتلون : يقرؤون ويتبعون القراءة العمل من قولهم : تلاه إذا تبعه لأن التلاوة بلا عمل لا نفع فيها .

تجارة : معاملة مع الله لنيل الثواب .

تبور : تكسد أو تهلك يقال بار الشيء بورا بالفتح كسد لأنه إذا ترك صار غير منتفع به فأشبه الهالك من هذا الوجه فالمعنيان متقاربان .

التفسير :

إن الذين يقرؤون القرآن الكريم قراءة تدبر وتمعن وتعلم واهتداء بما فيه وعمل بأوامره واجتناب نواهيه حال كونهم قد أقاموا الصلاة كاملة الأركان مشتملة على الخشوع وحضور القلب وقد أدوا زكاة أموالهم وأخرجوا نفقة مناسبة للفقراء والمساكين ووجوه الخير في السر والعلن هؤلاء قد أحسنوا التجارة مع الحق سبحانه فباعوا قليلا واشتروا كثيرا وأنفقوا في هذه الحياة الفانية وحصدوا ثمار ذلك في الباقية فتجارتهم رابحة وجزاؤهم مضاعف .

قال تعالى : وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما . ( النساء : 40 ) .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ} (29)

قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ( 29 ) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } .

يبين الله حقيقة ما يبتغيه عباده المؤمنين الذين يتلون كتاب ربهم ويتدبرون آياته ، والذين يقيمون الصلاة وما كان منها مفروضا أو مندوبا ، وينفقون مما رزقهم الله سرّا ، والمراد بذلك صدقة التطوع ، أو ما كان منها علانية وهي الزكاة المفروضة ، فأولئك المؤمنون العابدون { يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ } { يَرْجُونَ } خبر إن ، و { تَبُورَ } من البوار وهو الكساد{[3869]} ، والمراد بالتجارة هنا طلب الثواب ببذل الطاعات وعمل الصالحات . أولئك يبتغون بذلك المثوبة من الله وحسن الجزاء .


[3869]:المصباح المنير ج 1 ص 73