فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ} (29)

{ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ } أي يستمرون على تلاوته ويداومونها ، والكتاب هو القرآن العظيم ولا وجه لما قيل : أن المراد به جنس كتب الله .

{ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ } أي فعلوها في أوقاتها مع كمال أركانها ، وأذكارها ، عن ابن عباس قال : نزلت في حصين بن الحرث بن عبد المطلب بن عبد مناف .

{ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً } فيه حث على الإنفاق كيفما تهيأ فإن تهيأ سرا فهو أفضل ، وإلا فعلانية ولا يمنعه ظنه أن يكون رياء ، فإن ترك الخير مخافة ذلك هو عين الرياء ويمكن أن يكون المراد بالسر الصدقة المطلقة . وبالعلانية الزكاة ، وإليه أشار في التقرير قاله الكرخي ، وقيل : السرفي المسنونة والعلانية في المفروضة .

{ يَرْجُونَ تِجَارَةً } أي ثواب الطاعة { لَّن تَبُورَ } أي لن تكسد ولن تهلك والأخبار برجائهم لثواب ما عملوا بمنزلة الوعد بحصول مرجوهم واللام في قوله : { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ }