البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ} (29)

{ إن الذين يلتون } : ظاهره يقرأون ، { كتاب الله } : أي يداومون تلاوته .

وقال مطرف بن عبد الله بن الشخير : هذه آية القراء ، ويتبعون كتاب الله ، فيعملون بما فيه ؛ وعن الكلبي : يأخذون بما فيه .

وقال السدي : هم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، ورضي عنهم وقال : «عطاءهم المؤمنون » .

ولما ذكر تعالى وصفهم بالخشية ، وهي عمل القلب ، ذكر أنهم يتلون كتاب الله ، وهو عمل اللسان .

{ وأقاموا الصلاة } : وهو عمل الجوارح ، وينفقون : وهو العمل المالي .

وإقامة الصلاة والإنفاق : يقصدون بذلك وجه الله ، لا للرياء والسمعة .

{ تجارة لن تبور } : لن تكسد ، ولا يتعذر الربح فيها ، بل ينفق عند الله .