الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ} (29)

وقوله تعالى : { إِنَّ الذين يَتْلُونَ كتاب الله وَأَقَامُواْ الصلاة وَأَنفَقُواْ مِمَّا رزقناهم } الآية ، قال مطرف بن عبد اللّه بن الشخير : هذه آية القُرَّآن .

قال ( ع ) : وهذا على أنْ { يَتْلُونَ } بمعنى : يقرؤون ، وإنْ جَعَلناه بمعنى : يتبعون صَحَّ معنى الآية ؛ وكانت في القُرَّاء وغيرهم ممن اتصف بأوصاف الآية ، و( كتاب اللّه ) هو القرآن ، وإقامةُ الصلاة ، أي : بجميع شروطها ، والنفقةُ هي في الصدقاتِ ووجوهِ البرِّ و{ لَّن تَبُورَ } معناه : لن تَكْسَدَ . و{ يَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ } قالت فرقة : هو تَضْعِيفُ الحسناتِ ، وقالت فرقة : هو إما النظر إلى وجه اللّه عز وجل ، وإما أن يجعلَهم شَافِعينَ في غيرهم ؛ كما قال : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى وَزِيَادَةٌ } [ يونس : 26 ] .