ولما بين سبحانه العلماء بالله وخشيتهم وكرامتهم بسبب خشيتهم ذكر العالمين بكتاب الله العاملين بما فيه بقوله تعالى : { إن الذين يتلون كتاب الله } أي : يداومون على تلاوته وهي شأنهم وديدنهم ، وعن مطرف : هي آية القراء ، وعن الكلبي : يأخذون بما فيه ، وقيل : يعلمون ما فيه ويعملون به ، وعن السدي : هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن عطاء : هم المؤمنون { وأقاموا الصلاة } أي : أداموها { وأنفقوا مما رزقناهم } من زكاة وغيرها { سراً وعلانية } قيل : السر في المسنون والعلانية في المفروض .
تنبيه : أشار تعالى بقوله سبحانه وتعالى { يتلون كتاب الله } إلى الذكر وبقوله تعالى : { وأقاموا الصلاة } إلى العمل البدني وبقوله تعالى : { وأنفقوا مما رزقناهم } إلى العمل المالي ، وفي هاتين الآيتين الشريفتين حكمة بالغة وهي أن قوله تعالى { إنما يخشى الله } إشارة إلى عمل القلب وقوله تعالى { الذين يتلون } إشارة إلى عمل اللسان وقوله { وأقاموا الصلاة } إشارة إلى عمل الجوارح ثم إن هذه الأشياء الثلاثة متعلقة بجانب تعظيم الله تعالى وقوله تعالى { وأنفقوا مما رزقناهم } بمعنى الشفقة على خلقه وقوله تعالى { سراً وعلانية } حث على الإنفاق كيفما تهيأ ، فإن تهيأ سراً فذاك وإلا فعلانية ولا يمنعه ظنه أن يكون رياء فإن ترك الخير مخافة ذلك هو عين الرياء .
ولما أحل تعالى هؤلاء بالمحل الأعلى بين حالهم بقوله تعالى : { يرجون } أي : في الدنيا والآخرة { تجارة } أي : بما عملوا { لن تبور } أي : تكسد وتهلك بل هي باقية ؛ لأنها رفعت إلى من لا تضيع إليه الودائع وهي رائجة رابحة لكونه تعالى تام القدرة شامل العلم له الغنى المطلق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.