تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ} (9)

المفردات :

تبلى : تختبر وتكشف ، والمراد : تظهر الكنونات .

السرائر : ضمائر القلوب ، وما يستر فيها من العقائد والنيات ، جمع سريرة .

التفسير :

9- يوم تبلى السّرائر .

السّرائر . جمع سريرة ، وفي يوم القيامة يصير المختبئ ظاهرا ، والنيّات والخفايا ظاهرات مكشوفة ، ويحشر الناس حفاة عراة غرلا ، كما ولدتهم أمهاتهم ، ويجتمع الأولون والآخرون .

كما قال سبحانه وتعالى : وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا . ( الكهف : 47 ) .

وقد جاء كل إنسان مجردا من حشمه وخدمه وحاشيته .

قال تعالى : إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمان عبدا* لقد أحصاهم وعدّهم عدّا* وكلهم آتيه يوم القيامة فردا . ( مريم : 93- 95 ) .

قال الرازي في تفسيره الكبير :

وكيفية دلالة المبدأ على المعاد : أنّ حدوث الإنسان إنما كان بسبب اجتماع أجزاء كانت متفرقة في بدن الوالدين ، فلما قدر الصانع على جمع تلك الأجزاء المتفرقة حتى خلق منها إنسانا سويّا ، فإنه بعد موته وتفرّق أجزائه لابد وأن يقدر على جمع تلك الأجزاء ، وجعلها خلقا سويّا .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ} (9)

{ يوم تبلى السرائر } وذلك يوم القيامة تبلى السرائر ، تظهر الخفايا قال قتادة ومقاتل : تختبر . قال عطاء بن أبي رباح : السرائر فرائض الأعمال ، كالصوم والصلاة والوضوء والاغتسال من الجنابة ، فإنها سرائر بين الله تعالى وبين العبد ، فلو شاء العبد لقال : صمت ولم يصم ، وصليت ولم يصل ، واغتسلت ولم يغتسل ، فيختبر حتى يظهر من أداها ممن ضيعها . قال ابن عمر : بيدي الله عز وجل يوم القيامة كل سر ، فيكون زيناً في وجوه وشيناً في وجوه ، يعني : من أداها كان وجهه مشرقاً ، ومن ضيعها كان وجهه أغبر .