فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ} (9)

{ يَوْمَ تبلى السرائر } العامل في الظرف على التفسير الأوّل ، هو { رجعه } . وقيل : { لقادر } . واعترض عليه بأنه يلزم تخصيص القدرة بهذا اليوم ، وقيل : العامل فيه مقدّر : أي يرجعه يوم تبلى السرائر ، وقيل : العامل فيه مقدّر ، وهو اذكر ، فيكون مفعولاً به ، وأما على قول من قال : إن المراد رجع الماء ، فالعامل في الظرف مقدّر ، وهو اذكر ، ومعنى { تبلى السرائر } : تختبر وتعرف ، ومنه قول الراجز :

قد كنت قبل اليوم تزدريني *** فاليوم أبلوك وتبتليني

أي أختبرك وتختبرني ، وأمتحنك وتمتحنني ، والسرائر : ما يسرّ في القلوب من العقائد والنيات وغيرها ، والمراد هنا عرض الأعمال ونشر الصحف ، فعند ذلك يتميز الحسن منها من القبيح والغثّ من السمين .

/خ17