السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ} (9)

وقوله تعالى : { يوم } منصوب برجعه ومن يجعل الضمير في رجعه للماء وفسره برجعه إلى مخرجه من الصلب والترائب ، أو الإحليل وحاله الأولى نصب الظرف بمضمر ، أي : واذكر يوم . { تبلى } تختبر وتكشف ، { السرائر } أي : ما أسرّ في القلوب من العقائد والنيات وغيرهما وما أخفى الأعمال وذلك يوم القيامة وبلاؤها تعرفها وتصفحها والتمييز بين ما طاب منها وما خبث . وعن الحسن أنه سمع رجلاً ينشد :

سيبقى لها في مضمر القلب والحشا *** سريرة ودّ يوم تبلى السرائر

فقال : ما أغفله عما في والسماء والطارق . وقال عطاء بن رباح : إن السرائر فرائض الأعمال كالصوم والصلاة والوضوء والغسل من الجنابة ، فإنها سرائر بين الله تعالى وبين العبد ، ولو شاء العبد لقال : صمت ولم يصم ، وصليت ، ولم يصل واغتسلت ولم يغتسل فيختبر حتى يظهر من أداها ممن ضيعها . وقال ابن عمر : يبدي الله تعال كل سرّ فيكون زيناً في وجوه ، وشيناً في وجوه . يعني : فمن أدّاها كان وجهه مشرقاً ، ومن لم يؤدها كان وجهه أغبر .