الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَآئِرُ} (9)

و{ تبلى السرائر } معناه تُخْتَبَرُ وتكشَفُ بواطنُها ، ورَوَى أبو الدرداءِ عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن السرائرَ التي يَبْتَلِيهَا اللَّه من العباد : التوحيدُ ، والصلاةُ ، والزكاةُ ، والغُسْلُ من الجنَابةِ ، قال ( ع ) : " وهذهِ معظَمُ الأمرِ ، وقال قتادة : الوجهُ في الآيةِ العمومُ في جميعِ السرائرِ ، ونَقَلَ ابنُ العربي في «أحكامِه » عن ابن مسعود : أنَّ هذه المذكوراتِ مِنَ الصلاةِ والزكاةِ والوضوءِ والوديعةِ كلَّها أمَانَةٌ ، قال : وأَشَدُّ ذلكَ الوديعةُ تَمْثُلُ له ، أي : لمن خَانَها على هيئَتِها يوم أخَذَها فَتُرْمَى في قَعْر جهنمَ ، فيقالُ له : أخْرِجْها ، فيتبعُها فيجعلُها في عنقهِ فإذا أراد أن يخرجَ بهَا زَلَّتْ منه فيتبعُها ؛ فهو كذلكَ دَهْرَ الداهرينَ " ، انتهى . ( ت ) : قال أبو عبيد الهروي : قوله تعالى : { يَوْمَ تبلى السرائر } الواحدةُ سَرِيرَةٌ وهي الأعمالُ التي أسرَّهَا العبادُ ، انتهى .