تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَجَآءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ رَجُلٞ يَسۡعَىٰ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (20)

13

{ وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين }

المفردات :

أقصى المدينة : أبعد مكان فيها .

رجل : قيل هو حبيب النجار .

يسعى : يعد ويسرع .

التفسير :

وصلت دعوة الرسل فيما سبق إلى مرحلة حرجة ، أهل القرية يكذبونهم ويهددونهم ويرفضون دعوتهم ونجد رجلا في آخر المدينة قد استقر الإيمان في قلبه واطمأن اليقين في فؤاده فلم يقبع ساكنا بل جاء يعدو مسرعا ينصح قومه بالإيمان ويقول لهم : يا قوم اتبعوا المرسلين ، الذين يحملون هدى السماء ووحي الله العلي القدير ويرشدونكم إلى توحيد الله والإيمان به وبملائكته ورسله واليوم الآخر .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَجَآءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ رَجُلٞ يَسۡعَىٰ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (20)

ولما كان السياق لأن الأمر بيد الله ، فلا هادي لمن أضل ولا مضل لمن هدى ، فهو يهدي البعيد في البقعة والنسب إذا أراد ، ويضل القريب فيهما إن شاء ، وكان بعد الدار ملزوماً في الغالب لبعد النسب ، قدم مكان المجيء على فاعله بياناً لأن الدعاء نفع الأقصى ولم ينفع الأدنى فقال : { وجاء من أقصا } أي أبعد - بخلاف ما مر في سورة القصص ؛ ولأجل هذا الغرض عدل عن التعبير بالقرية كما تقدم وقال : { المدينة } لأنها أدل على الكبر المستلزم لبعد الأطراف وجمع الأخلاط . ولما بين الفاعل بقوله : { رجل } بين اهتمامه بالنهي عن المنكر ومسابقته إلى إزالته كما هو الواجب بقوله : { يسعى } أي يسرع في مشيه فوق المشي ودون العدو حرصاً على نصيحة قومه .

ولما تشوفت النفس إلى الداعي إلى إتيانه ، بينه بقوله : { قال } واستعطفهم بقوله : { يا قوم } وأمرهم بمجاهدة النفوس بقوله : { اتبعوا المرسلين * } أي في عبادة الله وحده وكل ما يأمرونكم به ؛

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَجَآءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ رَجُلٞ يَسۡعَىٰ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (20)

قوله تعالى : { وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ( 20 ) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ( 21 ) وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( 22 ) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلا يُنْقِذُونِ ( 23 ) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ( 24 ) إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ } .

ذكر أهل القرية وهي أنطاكية قد همّوا بقتل الرسل الثلاثة فجاءهم رجل مؤمن من أقصى مواضع المدينة { يسعى } أي يعدو عدوا ويسرع الخُطا حرصا على هداية قومه ولكي يذب عن أنبياء الله ويدفع عنهم الأذى والشر .

وما ينبغي الإعباء كثيرا بمعرفة من هو هذا الرجل وما هو اسمه ؛ فقد ذكره الله بصيغة التنكير منونا ، وذلك للتعظيم . فكفى بذكره على أنه رجل مؤمن غيور على دين الله وعلى أنبيائه . إذا فزع فزعا مما سمعه أو علم به من تمالؤ قومه على رسل الله فخفَّ مسرعا لاستنقاذهم ولنصح قومه بتصديقهم وعدم إيذائهم . وهو قوله تعالى : { اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ( 20 ) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ } .