الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَجَآءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ رَجُلٞ يَسۡعَىٰ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (20)

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس { وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى } قال : هو حبيب النجار .

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ، مثله .

وأخرج ابن جرير عن أبي مجلز قال : كان اسم صاحب ( يس ) حبيب بن مري .

وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس قال : اسم صاحب ( يس ) حبيب وكان الجذام قد أسرع فيه .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى } قال : بلغني أنه رجل كان يعبد الله في غار ، واسمه حبيب ، فسمع بهؤلاء النفر الذين أرسلهم عيسى إلى أهل أنطاكية ، فجاءهم فقال : تسألون أجراً فقالوا : لا ، فقال لقومه { يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون } حتى بلغ { فاسمعون } قال : فرجموه بالحجارة فجعل يقول : رب اهد قومي { فإنهم لا يعلمون بما غفر لي ربي } حتى بلغ { إن كانت إلا صيحة واحدة } قال : فما نوظروا بعد قتلهم إياه حتى أخذتهم { صيحة واحدة فإذا هم خامدون } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الحكم في قوله { وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى } قال : بلغنا أنه كان قصاراً .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { وجاء من أقصى المدينة رجل } كان حراثاً .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن كعب أن ابن عباس سأله عن أصحاب الرس فقال : إنكم معشر العرب تدعون البئر رساً وتدعون القبر رساً فخدوا خدوداً في الأرض ، وأوقدوا فيها النيران للرسل الذين ذكر الله في { يس } { إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث } وكان الله تعالى إذا جمع لعبد النبوة والرسالة منعه من الناس ، وكانت الأنبياء تقتل ، فلما سمع بذلك رجل من أقصى المدينة ، وما يراد بالرسل أقبل يسعى ليدركهم ، فيشهدهم على إيمانه ، فأقبل على قومه فقال { يا قوم اتبعوا المرسلين } إلى قوله { لفي ضلال مبين } ثم أقبل على الرسل فقال { إني آمنت بربكم فاسمعون } ليشهدهم على إيمانه فأُخِذَ فَقُذِفَ في النار فقال الله تعالى { ادخل الجنة } قال { يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين } .

وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال : لما قال صاحب ( يس ) { يا قوم اتبعوا المرسلين } خنقوه ليموت فالتفت إلى الأنبياء فقال { إني آمنت بربكم فاسمعون } أي فاشهدوا لي .