{ ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع آذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا } .
هذه الآية تأكيد لما ورد في أول السورة حيث أمره الله تعالى قائلا : يأيها النبيء اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما . ( الأحزاب : 1 ) .
ومعنى الآية داوم أيها الرسول على ما أنت عليه من عدم طاعة الكافرين والمنافقين وعدم الإلانة معهم أو اللقاء بهم في منتصف الطريق والآية تيئيس للكافرين والمنافقين منه صلى الله عليه وسلم من باب " إياك أعني واسمعي يا جارة " والرسول مستمر في تبليغ رسالته مهتم بالمؤمنين وتربيتهم معرض عن الكافرين والمنافقين تارك للرد عليهم تارك لإيذاء الكافرين والمنافقين متوكل على الله وحده فهو سبحانه الوكيل والكفيل والنصير .
ولما أمره سبحانه بما يسر{[55779]} نهاه عما يضر ، فقال ذاكراً ثمرة النذارة : { ولا تطع الكافرين } أي المشاققين { والمنافقين } أي لا تترك إبلاغ شيء مما أنزلته إليك من الإنزال ، وغيره كراهة شيء{[55780]} من مقالهم أو فعالهم في أمر زينب أو غيرها ، فإنك نذير لهم ، وزاد على ما في أول السورة محط الفائدة في قوله مصرحاً بما اقتضاه ما قبله : { ودع } أي اترك على حالة حسنة بك{[55781]} وأمر جميل لك { أذاهم } فلا تراقبه في شيء ، ولا تحسب له حساباً أصلاً ، واصبر عليه فإنه غير ضائرك{[55782]} لأن الله دافع عنك لأنك داع بإذنه .
ولما كان ترك المؤذي ، والإعراض عنه استسلاماً في غاية المشقة ، ذكره بالدواء فقال : { وتوكل على الله } أي الملك الأعلى في الانتصار لك منهم و{[55783]} إبلاغ جميع ما يأمرك به وفي جميع أمرك لأن{[55784]} الله متم نورك ومظهر دينك والاكتفاء به من ثمرات إنارته لك بجعلك سراجاً ، ولما كان الوكيل قد لا ينهض بجميع الأمور ، قال معلماً بأن كفايته محيطه : { وكفى } وأكد أمر الكفاية بإيجاد الباء في الفاعل تحقيقاً لكونه فاعلاً كما مضى في آخر سورة الرعد فقال : { بالله } أي الذي له الإحاطة الكاملة ، وميز النسبة بالفاعل في الأصل لزيادة التأكيد في تحقيق معنى الفاعل فقال : { وكيلاً } فمن اكتفى به أنار له جميع أمره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.