تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (3)

1

المفردات :

كبر : عظم .

المقت : أشد البغض وأعظمه ، ورجل مقيت وممقوت ، إذا كان يبغضه كل أحد .

التفسير :

3- { كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } .

عظُم جرما عند الله أ تقولوا قولا ولا تعملون به ، مثل أن تأمروا الناس بالمعروف ولا تفعلونه ، أو تنهوا الناس عن المنكر وتفعلونه .

قال تعالى : { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم . . . }( البقرة : 44 ) .

ويمكن أن تنطبق الآية على خلف الوعد ، فإن خلف الوعد مذمة ومفسدة ، وفيه إخلال بالثقة بين الأفراد والجماعات ، وما أسوأ أخلف الوعد ، وأقبح بصاحبه ، لذا كان مبغوضا عند الله أشد البغض ، ومعاقبا عليه ، كما هو مبغوض مستنكر عند الناس جميعا .

وفي مقابل ذلك مدح الله صدق الوعد ، فقال تعالى : { واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا } . ( مريم : 45 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (3)

{ كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } عظم قولكم مالا تفعلون مقتا عند الله ، والمقت " أشد البغض ، و " مقتا " تمييز محول عن الفاعل ، والأصل : كبر مقت قولكم ؛ أي المقت المترتب على قولكم المذكور .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (3)

كبر مقتاً : ما أعظمه من بغض . المقت أشد البغض ، ويقال رجل مقيت وممقوت إذا كان مبغضا للناس .

ثم بيّن الله شدة قبحِ مخالفة القول للعمل وأنه بلغ الغاية في بُغض الله له فقال : { كَبُرَ مَقْتاً عِندَ الله أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } .

إن أبغضَ شيء عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ، فتحَلُّوا بالصدق ، والوفاء بالوعد ، وجميل الخصال تنتصروا .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (3)

{ كبر مقتاً عند الله أن تقولوا } قوله :{ أن تقولوا } في موضع الرفع فهو كقولك بئس رجلاً أخوك ، ومعنى الآية : أي عظم ذلك في المقت والبغض عند الله ، أي : إن الله يبغض بغضاً شديداً أن تقولوا { ما لا تفعلون } يعني تعدوا من أنفسكم شيئاً ثم لم توفوا به .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (3)

ولما كان ذلك مهلكاً ، رحم المخاطبين بتعظيمه لينجوا أنفسهم{[64824]} بالكف عنه فقال : { كبر } فقصد به التعجيب{[64825]} وهو تعظيم الأمر في قلوب السامعين لأن التعجب{[64826]} لا يكون إلا في أمر خارج عن نظائره وأشكاله ، وفسر ما قصد منه للدلالة على خلوصه في المقت بقوله :{ مقتاً } أي عظم جداً وما أعظمه من بغض هو أشد البغض ، وزاد في تبشيعه{[64827]} زيادة في التنفير منه بقوله :{ عند الله } أي الملك الأعظم الذي يحقر عنده كل متعاظم . ولما أبلغ في تبشيعه تشوفت النفس إلى المسند إليه ذلك قال : { أن تقولوا } أي عظم{[64828]} من تلك الجهة أن{[64829]} يقع في وقت من الأوقات أو حال من الأحوال قولكم :{ ما لا تفعلون * } وقال القشيري : ويقال{[64830]} : لم يتوعد الله على زلة بمثل ما توعد على هذا - انتهى . وكل ما ذكروه في سببها صالح للسببية قول{[64831]} بعضهم لو ندري أحب الأعمال إلى الله لاجتهدنا فيه ثم ولّوا يوم أحد ، وتوانى بعضهم في الجهاد ، وكون " صهيب رضي الله عنه قتل يوم بدر رجلاً آذى المسلمين وأنكى فيهم وادعى غيره أنه قتله فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر وعبد الرحمن بن عوف لصهيب رضي الله عنهم{[64832]} : أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنك قتلته ، فقال صهيب رضي الله عنه : " إنما قتلته لله ولرسوله ، فأخبر عمر وعبد الرحمن رضي الله عنهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أكذلك أبا يحيى ، فقال : نعم يا رسول الله " والتزام{[64833]} المنافقين أحكام الإسلام ، وتخلفهم{[64834]} إخلافاً في الأمور العظام ، وكذا قصة حاطب رضي الله عنه .


[64824]:- زيد من ظ.
[64825]:- من م، وفي الأصل وظ: التعجب.
[64826]:- من ظ وم وفي الأصل: التعجيب.
[64827]:- من ظ وم، وفي الأصل: تشنيعه.
[64828]:-من ظ وم، وفي الأصل: أعظم.
[64829]:من ظ وم، وفي الأصل: أو.
[64830]:- زيد من ظ.
[64831]:- من ظ وم، وفي الأصل: قال.
[64832]:- زيد من ظ وم.
[64833]:- من ظ وم، وفي الأصل: إلزام.
[64834]:- من ظ وم، وفي الأصل: خطعهم.