تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (7)

يوم التغابن

{ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ( 7 ) فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ( 8 ) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 9 ) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ( 10 ) }

7

المفردات :

زعم الذين كفروا : الزّعم : ادعاء العلم ، أي : ادعوا كذبا أنهم لن يُبعثوا أحياء من قبورهم .

قل بلى وربّي لتبعثن : قل لهم يا رسولنا : بلى لتبعثنّ ، ثم لتنبئون بما عملتم .

التفسير :

7- { زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } .

ادعى الكفار كذبا أنه لا بعث ولا حشر ولا جزاء ، ولا ثواب ولا عقاب .

{ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ . . . }

قل لهم يا محمد : أُقسم بالله غير حانث البعث حق وأن القيامة حق . لَتُبْعَثُنَّ . بالتأكيد ، ثم ستخبرون بأعمالكم ، وتحاسبون عليها ، وهذا البعث هين يسير على الله ، كما بدأ الخلق أول مرة ، يعيدهم مرة أخرى .

قال تعالى : { كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنّا كنا فاعلين } . ( الأنبياء : 104 ) .

وهذه الآية ورد فيها القسم بذات الله تعالى .

قال ابن كثير :

وهذه الآية هي الثالثة التي أمر الله رسوله أن يقسم بربه عز وجل على وقوع الميعاد ووجوده .

فالأولى في يونس : { ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق . . . }( يونس : 53 ) .

والثانية في سبأ : { وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم . . . }( سبأ : 3 ) .

والثالثة : هذه الآيةx

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (7)

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (7)

زعم فلان كذا : ادّعى علمه بحصوله ، وأكثر ما يُستعمل الزعم للادّعاء الباطل .

في الآيات السابقة ذكر اللهُ إنكار المشركين للألوهية ، ثم إنكارهم للنبوة ، وبيّن ما لقيَه المنكرون وما سيلقون . وهنا يبين إنكارهم للبعث والجزاء ، فقل لهم يا محمد : ليس الأمر كما زعمتم ، إني أُقسم بربي لتُبعَثُنَّ بعد الموت ، ولَتُجزَوْنَ بما عملتم في الدنيا وتحاسَبون عليه ، { وَذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ } ، فهو كما خَلَقَكم سيُعيدكم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (7)

{ 7 } { زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }

يخبر تعالى عن عناد الكافرين ، وزعمهم الباطل ، وتكذيبهم بالبعث بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ، فأمر أشرف خلقه ، أن يقسم بربه على بعثهم ، وجزائهم بأعمالهم الخبيثة ، وتكذيبهم بالحق ، { وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } فإنه وإن كان عسيرًا بل متعذرًا بالنسبة إلى الخلق ، فإن قواهم كلهم ، لو اجتمعت{[1114]}  على إحياء ميت [ واحد ] ، ما قدروا على ذلك .

وأما الله تعالى ، فإنه إذا أراد أمرًا فإنما يقول له كن فيكون ، قال تعالى : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ } .


[1114]:- كذا في ب، وفي أ: اجتمعوا.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (7)

ثم أخبر عن إنكارهم البعث فقال جل ذكره : { زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل } يا محمد ، { بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير* }

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (7)

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (7)

ولما قرر وجوب الإيمان به وبرسله وكتبه وبالقدر{[65747]} خيره وشره{[65748]} ، وقسم الناس إلى مؤمن وكافر ، وأخبر أن الكافر تكبر عن الرسل ، عين الموجب الأعظم لكفرهم بقوله دالاً على وجوب الإيمان بالبعث وترك القياس والرأي فإن عقل الإنسان لا يستقل ببعض أمور الإلهية ، معبراً بما أكثر إطلاقه {[65749]}على ما{[65750]} يشك فيه ويطلق على الباطل إشارة إلى أنهم شاكون وإن كانوا جازمين ، لكونهم لا دليل لهم ، وإلى أنهم في نفس الأمر مبطلون : { زعم } قال ابن عمر رضي الله عنهما : هي كنية الكذب{[65751]} ، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه عند أبي داود{[65752]} : " بئس مطية الرجل زعموا " { الذين كفروا } أي أوقعوا الستر لما دلت عليه العقول من وحدانية الله تعالى ولو على أدنى الوجوه .

ولما كان الزعم ادعاء العلم وكان مما يتعدى إلى مفعولين ، أقام سبحانه مقامهما قوله : { أن لن يبعثوا } أي من باعث ما بوجه من الوجوه . ولما كان قد أشار سبحانه بنوعي المؤمن والكافر إلى الدليل القطعي الضروري على وجود المبطل اللازم منه ودعه اللازم منه وجوب البعث ، اكتفى في الأمر بإجابتهم بقوله{[65753]} : { قل } أي لهم : { بلى } أي لتبعثن ، ثم أكده بصريح القسم فقال : { وربى } أي المحسن إليّ بالانتقام ممن كذب بي ، وبإحقاق كل حق أميت ، وإبطال كل باطل أقيم { لتبعثن } مشيراً ببنائه للمفعول إلى أنه ويكون على وجه القهر لهم بأهون شيء وأيسر أمر وكذلك{[65754]} قوله : { ثم لتنبؤن } أي لتخبرن{[65755]} حتماً إخباراً عظيماً ممن يقيمه الله لإخباركم { بما عملتم } للدينونة عليه . وشرح بعض ما أفاده بناء الفعلين للمجهول بقوله : { وذلك } أي الأمر العظيم عندكم من البعث والحساب { على الله } أي المحيط بصفات الكمال وحده { يسير * } لقبول المادة وحصول القدرة ، وكون قدرته سبحانه كذلك شأنها ، نسبة الأشياء الممكنة كلها جليلها وحقيرها إليها على حد سواء .


[65747]:- في م: كله وما بين الرقمين ساقط من ظ.
[65748]:- في م: كله وما بين الرقمين ساقط من ظ.
[65749]:- من م، وفي الأصل وظ: بما.
[65750]:- من م، وفي الأصل وظ: بما.
[65751]:-أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الأدب.
[65752]:- راجع كتاب الأدب وأخرجه ابن المبارك في الزهد ص: (127).
[65753]:- زيد من ظ وم.
[65754]:- من ظ وم، وفي الأصل: كذا.
[65755]:- من ظ وم، وفي الأصل: تخبرون.