ثم أخبر عن إنكارهم للبعث فقال - عز وجل - :
{ زَعَمَ الذين كفروا أَن لَّن يُبْعَثُواْ } أي : ظنوا ، والزعم هو القول بالظن .
وقال الزمخشري{[56875]} : الزعم ادِّعاء العلم ، ومنه قوله - عليه الصلاة والسلام - : «زَعَمُوا مطيَّة الكَذِب »{[56876]} .
وقال شريح : لكل شيء كنية وكنية الكاذب زعموا .
وقيل : نزلت في العاص بن وائل السهمي مع خباب كما تقدم في آخر سورة «مريم » ثم عمّت كل كافر{[56877]} .
قوله : { أَن لَّن يُبْعَثُواْ } .
«أن » مخففة لا ناصبة لئلا يدخل ناصب على مثله ، و «أن » وما في خبرها سادة مسدَّ المفعولين للزعم أو المفعول{[56878]} .
قوله : «بَلَى » إيجاب للنفي ، و «لتُبْعثُنَّ » جواب قسم مقدر ، أي : لتخرجن من قبوركم أحياء ، «ثُمَّ لتُنَبَّؤُنَّ » لتخبرن «بِمَا عَمِلْتُمْ » أي : بأعمالكم ، { وَذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ } إذ الإعادة أسهل من الابتداء{[56879]} .
فإن قيل : كيف يفيد القسم في إخباره عن البعث وهم قد أنكروا الرسالة ؟ .
قال ابن الخطيب{[56880]} : والجواب : أنهم أنكروا الرسالة لكنهم يعتقدون أنه يعتقد ربه اعتقاداً جازماً لا مزيد عليه فيعلمون أنه لا يقدم على القسم بربه إلا وأن يكون صدق هذا الإخبار عنده أظهر من الشمس في اعتقاده ثم إنه أكد الخبر باللام والنون فكأنه قسم بعد قسم .
ثم إنه تعالى لما أخبر عن البعث ، والاعتراف بالبعث من لوازم الإيمان ، قال : { فآمنوا بالله ورسوله } وهذا يجوز أن يكون صلة لما تقدم ؛ لأنه تعالى ذكر ما نزل من العقوبة بالأمم الماضية ، وذلك لكفرهم بالله ، وتكذيبهم للرسل فقال «فآمِنُوا » أنتم «باللَّه ورسُولِهِ » لئلا ينزل بكم ما نزل بهم من العقوبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.