فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (7)

{ زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير ( 7 ) } .

ادعى الكافرون زورا أنهم لن يعودوا أحياء بعد موتهم ، فأبطل القرآن ادعاءهم وأزهق افتراءهم ، وأمر الرسول الكريم أن يبلغهم ومن يسمع أو يجيء بعدهم أن الله يبعث من القبور ، ويخرجهم يوم النشور ، ويلقى كل مكلف كتابه المنشور { ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر }{[7040]} ، والذي فطرنا أول مرة لا يعجزه أن يعيدنا- وهو أهون عليه- إذ الإعادة أسهل من الابتداء [ وله المثل الأعلى ] .

[ الزعم ادعاء العلم ، وأكثر ما يستعمل للادعاء الباطل . . . ولما فيه من معنى العلم يتعدى إلى مفعولين ، وقد قام مقامهما هنا { أن } المخففة وما في حيزها ]{[7041]} .

مما أورد ابن كثير :

وهذه هي الآية الثالثة التي أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقسم بربه عز وجل على وقوع المعاد ووجوده ، فالأولى في سورة يونس : { ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين } ، والثانية في سورة سبأ : { وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم . . } ، والثالثة هي هذه { . . قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم . . } اه .


[7040]:- سورة القيامة. الآية 13
[7041]:- ما بين العارضتين أورده الألوسي.