إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (7)

{ زَعَمَ الذين كَفَرُوا أَن لن يُبْعَثُوا } الزعمُ ادعاءُ العلمِ يتعدى إلى مفعولينِ وقد قام مقامَهُما أن المخففةُ معَ مَا في حيزِهَا ، والمرادُ بالموصولِ كفارُ مكةَ أي زعمُوا أنَّ الشأنَ لن يبعثُوا بعد موتِهِم أبداً { قُلْ } رداً عليهِم وإبطالاً لزعمِهِم بإثباتِ ما نَفوه { بلى } أي تُبعثونَ وقوله : { وَرَبّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ } أي لتُحاسبُنَّ ولتُجزَوُنَّ بأعمالِكُم ، جملةٌ مستقلةٌ داخلةٌ تحتَ الأمرِ واردةٌ لتأكيدِ ما أفادَهُ كلمةُ بَلَى من إثباتِ البعثِ وبيانِ تحقيقِ أمرٍ آخرَ متفرعٍ عليهِ منوطٍ به ففيهِ تأكيدٌ لتحقيقِ البعثِ بوجهينِ { وَذَلِكَ } أي ما ذُكِرَ من البعثِ والجزاءِ { عَلَى الله يَسِيرٌ } لتحققِ القدرةِ التامةِ وقبولِ المادةِ .