فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (7)

قوله : { زَعَمَ الذين كَفَرُواْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ } الزعم : هو القول بالظنّ ويطلق على الكذب . قال شريح : لكل شيء كنية وكنية الكذب زعموا ، و { أَن لَّن يُبْعَثُواْ } قائم مقام مفعول زعم ، و«أن » هي المخففة من الثقيلة لا المصدرية لئلا يدخل ناصب على ناصب ، والمراد بالكفار كفار العرب ؛ والمعنى : زعم كفار العرب أن الشأن لن يبعثوا أبداً . ثم أمر سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يردّ عليهم ويبطل زعمهم فقال : { قُلْ بلى وَرَبّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ } بل هي التي لإيجاب النفي ، فالمعنى : بلى تبعثون . ثم أقسم على ذلك ، وجواب القسم { لتبعثنّ } أي لتخرجنّ من قبوركم { لتنبؤن بِمَا عَمِلْتُمْ } أي لتخبرنّ بذلك إقامة للحجة عليكم ثم تجزون به { وَذَلِكَ } البعث والجزاء { عَلَى الله يَسِيرٌ } إذ الإعادة أيسر من الابتداء .