الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (7)

ثم قال : ( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا . . . )

أي : زعم الكفار من قريش أنهم لا يبعثون من قبورهم بعد مماتهم {[68559]} . وقد كره مجاهد وغيره أن يقول الرجل : زعم فلان {[68560]} . " وزعم " عند النحويين على ضربين :

تكون {[68561]} بمعنى قال ، وبمعنى تخرص وتقوَّل {[68562]} .

ثم قال تعالى : ( قل بلى وربي لتبعثن )

أي : قل لهم يا محمد مجاوبا [ لنفيهم ] {[68563]} البعث : بلى وربي لتبعثن من قبوركم {[68564]} يوم القيامة ، ثم لتخبرن بما عملتم في الدنيا {[68565]} ، ثم [ تجازون ] {[68566]} على أعمالكم .

( وذلك على الله يسير ) .

أي : سهل هين {[68567]} .


[68559]:- انظر جامع البيان 28/121.
[68560]:- انظر: الدر 8/183، وكرهه ابن عمر أيضا فيما أخرجه عنه الطبري في جامع البيان 28/121. وشريح أيضا كما في تفسير الماوردي 4/246 والرازي 30/23 والقرطبي 18/135 والدر 8/183 ورواه عن ابن مسعود أيضا وأخرج أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب: قول الرجل: زعموا ح:4972 عن أي قلابة قال: أبو مسعود لأبي عبد الله، أو قال أبو عبد الله لأبي مسعود: ما سمعت رسول الله صلى اله عليه وسلم يقول في "زعموا" قال سمعت رسول الله يقول: بئس مطية الرجل: "زعموا". قال أبو داود: أبو عبد الله هذا حذيفة.
[68561]:- أ: يكون.
[68562]:- اللسان: (زعم) وقد ذكر معاني أخرى للزَُِّ بالفتح والضم والكسر، وعن ابن بري والليث وابن السكيت وغيرهم.
[68563]:- م: لنفيكم.
[68564]:- ث:قبورهم.
[68565]:- انظر: جامع البيان: 28/121.
[68566]:- م: تجتوزون.
[68567]:- انظر: المصدر السابق.