تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

1

المفردات :

فالفارقات فرقا : الملائكة تفرق بين الحق والباطل .

فالملقيات ذكرا : الملائكة تلقي الوحي من عند الله ، وتتنزّل به على أنبيائه .

عذرا أو نذرا : للإعذار أو الإنذار ، من قولهم : عذره ، إذا أزال الإساءة ، وأنذر إذا خوّف .

التفسير :

4 ، 5 ، 6- فالفارقات فرقا* فالملقيات ذكرا* عذرا أو نذرا .

الأظهر أن المراد هنا الملائكة الكرام ، الذين ينزلون بأمر الله على الرسل ، بما يفرق بين الحق والباطل ، والهدى والغيّ ، والحلال والحرام ، وهذه الملائكة تلقى إلى الرسل وحيا مشتملا على ذكر الله وتوحيده ، وبيان عظمته وقدرته ، وبدائع خلقه ، ونظام تشريعاته ، ومشاهد القيامة والحساب .

عذرا أو نذرا .

وهذه الملائكة تلقى هذا الذكر ليكون إعذارا إلى الخلق ، وإنذارا لهم وتخويفا من عقاب الله للمكذبين .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

{ عذرا } أي للإعذار ، بمعنى إزالة أعذار الخلق ؛ على حد قوله تعالى : " رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل " {[378]} . { أو نذرا } أي للإنذار والتخويف بالعقاب عند العصيان .


[378]:آية 165 النساء.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

{ عذرا أو نذرا } للإعذار والإنذار من الله تعالى

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

" عذرا أو نذرا " أي تلقى الوحي إعذارا من الله أو إنذارا إلى خلقه من عذابه . قاله الفراء . وروى عن أبي صالح قال : يعني الرسل يعذرون وينذرون . وروى سعيد عن قتادة " عذرا " قال : عذرا لله جل ثناؤه إلى خلقه ، ونذرا للمؤمنين ينتفعون به ويأخذون به . وروى الضحاك عن ابن عباس . " عذرا " أي ما يلقيه الله جل ثناؤه من معاذير أوليائه وهي التوبة " أو نذرا " ينذر أعداءه . وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص " أو نذرا " بإسكان الذال وجميع السبعة على إسكان ذال " عذرا " سوى ما رواه الجعفي والأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه ضم الذال . وروي ذلك عن ابن عباس والحسن وغيرهما . وقرأ إبراهيم التيمي وقتادة " عذرا ونذرا " بالواو العاطفة ولم يجعلا بينهما ألفا . وهما منصوبان على الفاعل له أي للإعذار أو للإنذار . وقيل : على المفعول به ، قيل : على البدل من " ذكرا " أي فالملقيات عذرا أو نذرا . وقال أبو علي : يجوز أن يكون العذر والنذر بالثقيل على جمع عاذر وناذر ، كقوله تعالى : " هذا نذير من النذر الأولى " [ النجم : 56 ] فيكون نصبا على الحال من الإلقاء ، أي يلقون الذكر في حال العذر والإنذار . أو يكون مفعولا " لذكرا " أي " فالملقيات " أي تذكر " عذرا أو نذرا " . وقال المبرد : هما بالتثقيل جمع والواحد عذير ونذير .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

ولما ذكر هذه الأقسام عللها بقوله : { عذراً أو نذراً * } وهما منصوبان على الحال جمعان لعذر بمعنى المعذرة أو العاذر ، والنذير بمعنى الإنذار أو المنذر ، أي كانت هذه منقسمة إلى عذر إن كانت ألقت مطراً نافعاً{[70833]} مريئاً مريعاً غير ضار كان بعد قحط فإنه يكون كأنه اعتذار عن تلك الشدة ، وإن كانت الملائكة ألقت بشائر فهي واضحة في العذر لا سيما إن كانت بعد إنذار ، وإلى نذر إن كانت ألقت صواعق أو ما هو-{[70834]} في معناها من البرد الكبار ونحوها ، وكذا الملائكة ، والكل سبب لذكر الله وهو سبب لاعتذار{[70835]} ناس بالتوبة ، وسبب لعذاب الذين يغفلون عن الشكر ، ويستقبلون ذلك بالمعاصي أو ينسبون ذلك إلى الأنواء .


[70833]:زيد في الأصل: به، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70834]:زيد من ظ و م.
[70835]:من ظ و م، وفي الأصل: لاعتداد.