تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ} (2)

1

المفردات :

إن يثقفوكم : يظفروا بكم ويتمكنوا منكم .

يبسطوا إليكم أيديهم : بالقتل والضرب والمساءة .

بالسوء : بما يسوءكم بالسبّ والشتم .

وودّوا لو تكفرون : تمنوا كفركم .

التفسير :

2- { إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ } .

إن يظهروا عليكم ، أو ينتصروا عليكم ، أو يلقوكم قادرين عليكم ، متمكنين من أذاكم ، تظهر لكم عداوتهم ، ويحاولوا النيل منكم والاعتداء عليكم بأيديهم مقاتلين لكم ، وبألسنتهم بالسبّ والشتم ، والسوء والأذى ، ويتمنوا أن تعودوا كفارا مثلهم .

وفي هذا المعنى يقول الله تعالى : { ودّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء . . . }( النساء : 89 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ} (2)

إن يثقفوكم : إن يظفَروا بكم .

ذلك أن هؤلاء الذين تحبّونهم سراً ، إن يظفروا بكم تَظْهَرْ لكم عداوتهم ، ويمدوا إليكم أيديَهم وألسنتهم بالأذى والقتل وبكل ما يسوؤكم . وكم تمنَّوا أن تكفروا بالله بعد إيمانكم ، إنهم يودّون لكم كل ضرر وأذى في دينكم ودنياكم ، فكيف بعد هذا تحبّونهم سرا ، وتمدونهم بالأخبار ! .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ} (2)

ثم أعلم أنه ليس ينفعهم ذلك عند المشركين فقال :{ إن يثقفوكم } أي يلقوكم ويظفروا بكم ، { يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم } بالضرب والقتل ، { وألسنتهم بالسوء } أي الشتم { وودوا لو تكفرون } فلا تناصحوهم فانهم معكم على هذه الحالة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ} (2)

قوله تعالى : { إن يثقفوكم } يلقوكم ويصادفوكم ، ومنه المثاقفة ، أي طلب مصادفة الغرة في المسايفة وشبهها . وقيل : { يثقفوكم } يظفروا بكم ويتمكنوا منكم ، { يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء } أي أيديهم بالضرب والقتل ، وألسنتهم بالشتم . { وودوا لو تكفرون } بمحمد ، فلا تناصحوهم فإنهم لا يناصحونكم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ} (2)

قوله : { إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء } يثقفوكم ، من الثقف ، وهو الإدراك والظفر{[4513]} ، يعني إن يظفر بكم المشركون أعداء الله أو يتمكنوا منكم بالتسلط عليكم ، { يكونوا لكم أعداء } تظهر عداوتهم لكم فيبادروكم العدوان والأذى والشر والفتنة ولا يكونوا لكم أولياء كما تظنون واهمين ، { ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء } المراد ببسط أيديهم إليكم : ضربكم وقتالكم ، فهم إن يظفروا بكم يقاتلوكم بأيديهم ، ويؤذوكم بألسنتهم بالشتم والتشويه والإرجاف وإشاعة الظنون والأكاذيب والفتن لصدكم عن دينكم ، وإرجاعكم من بعد إيمانكم كافرين وهو قوله : { وودّوا لو تكفرون } إذ يحرص الكافرون على كفركم وردكم إلى الباطل فتنقلبوا كافرين فتكونوا وإياهم في الكفر سواء .


[4513]:المصباح المنير جـ 1 ص 91.