50 –{ فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } .
ترتبط هذه الآية بما قبلها ، أي : حين ينفخ إسرافيل في الصور نفخة واحدة ، فإن صوت هذه النفخة يأخذهم ويميتهم وتنتهي حياتهم بنفخة واحدة ، لا يحتاجون إلى تكرارها ، تأتي هذه النفخة وهم سائرون في حياتهم ، يتبايعون ويتخاصمون ، فلا يستطيع أيّ واحد منهم أن يُتم ما بدأه ، أو أن يكمل ما عمله ، لأن الموت يفاجئهم ، وينهي حياتهم في لحظة ، فلا يستطيع أحدهم أن يكتب وصيته ، أو يتكلم بها لمن حوله ، ولا يستطيع أن يرجع إلى بيته ، لأن الموت قد أعجله ، ومنعه من كل ذلك ، بل إن الموت ينزل به وبمن حوله ، وبأهل بيته .
" فلا يستطيعون توصية " أي لا يستطيع بعضهم أن يوصي بعضا لما في يده من حق . وقيل : لا يستطيع أن يوصي بعضهم بعضا بالتوبة والإقلاع ، بل يموتون في أسواقهم ومواضعهم . " ولا إلى أهلهم يرجعون " إذا ماتوا . وقيل : إن معنى " ولا إلى أهلهم يرجعون " لا يرجعون إليهم قولا . وقال قتادة : " ولا إلى أهلهم يرجعون " أي إلى منازلهم ؛ لأنهم قد أعجلوا عن ذلك .
ولما كانت هذه النفخة المميتة ، سبب عنها قوله : { فلا يستطيعون توصية } أي أن يوجدوا الوصية في شيء من الأشياء ، والاستفعال والتفعيل يدلان على أن الموت ليس حين سماع أول الصوت بل عقبه من غير مهلة لتمام أمر ما .
ولما كان ذلك ليس نصّاً في نفي المشي قال : { ولا إلى أهلهم } أي فضلاً عن غيرهم { يرجعون * } بل يموت كل واحد في مكانه حيث تفجأه الصيحة ، وربما أفهم التعبير ب " إلى " أنهم يريدون الرجوع فيخطون خطوة أو نحوها ، وفي الحديث " ليقومن من الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يبيعانه ولا يطويانه ، ولتقومن الساعة وقد رفع الرجل أكلته إلى فيه فلا يطعمها " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.