تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ إِذَآ أَنتُم بَشَرٞ تَنتَشِرُونَ} (20)

{ ومن ءاياته أن خلقكم من تراب ثم إذا انتم بشر تنتشرون( 20 ) ومن ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون( 21 ) ومن ءاياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين( 22 ) ومن ءاياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون( 23 ) ومن ءاياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون( 24 ) ومن ءاياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون( 25 ) }

المفردات :

أن خلقكم من تراب : خلق أباكم آدم من تراب .

بشر : من لحم ودم .

تنتشرون : أي في الأرض تبتغون من فضل الله .

20

التفسير :

{ ومن آياته أن خلقكم من تراب إذا أنتم بشر تنتشرون } .

ومن دلائل قدرته أنه خلق أباكم آدم من تراب وخلقكم من نطفة ، تحولت إلى علقة ثم إلى مضغة ثم إلى عظام ، ثم كسا العظام لحما ثم أنشأ الله هذه الخلقة خلقا آخر متكاملا ، فيه الروح والحياة فإذا به بشر عاقل يتصرف في فنون المعايش والمكاسب ، كما فاوت الله بين الناس في العلوم والفكر والحسن والقبح والغنى والفقر والسعادة والشقاوة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ إِذَآ أَنتُم بَشَرٞ تَنتَشِرُونَ} (20)

قوله تعالى : " ومن آياته أن خلقكم من تراب " أي من علامات ربوبيته ووحدانيته أن خلقكم من تراب ، أي خلق أباكم منه والفرع كالأصل ، وقد مضى بيان هذا في " الأنعام " {[12459]} . و " أن " في موضع رفع بالابتداء وكذا " أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا " .

قوله تعالى : " ثم إذا أنتم بشر تنتشرون " ثم أنتم عقلاء ناطقون تتصرفون فيما هو قوام معايشكم ، فلم يكن ليخلقكم عبثا ، ومن قدر على هذا فهو أهل للعبادة والتسبيح .


[12459]:راجع ج 6 ص 387.