محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ إِذَآ أَنتُم بَشَرٞ تَنتَشِرُونَ} (20)

{ وَمِنْ آيَاتِهِ } أي الباهرة الدالة على قدرته على البعث { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ } أي يعني أصلكم آدم عليه السلام . أو النطفة والمادة . أو على تقدير مضاف . أي ولا مناسبة بين التراب وبين ما أنتم عليه في ذاتكم وصفاتكم { ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } أي في الأرض انتشارا ملأ البسيطة وشمل الكرة . فأخذتم في بناء المدائن والحصون ، والسفر في أقطار الأقاليم ، وركوب متن البحار ، والدوران حول كرة الأرض ، وكسب الأموال وجمعها ، مع فكرة ودهاء ، ومكر وعلم ، واتساع في أمور الدنيا والآخرة . كل بحسبه . فسبحان من خلقهم وسيرهم ، وصرفهم في فنون المعايش وفاوت بينهم في العلوم والمعارف ، والحسن والقبح ، والغنى والفقر ، والسعادة والشقاوة .