اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ إِذَآ أَنتُم بَشَرٞ تَنتَشِرُونَ} (20)

قوله : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ } مبتدأ أو خبر أي ومن جملة علامات توحيده وأنه يبعثكم خلقكم واختراعكم و «من » لابتداء الغاية ، وقوله : «من تراب » أي خلق أصلنا وهو آدم من تراب ، ( أ ){[41904]} وأنه خلقنا من نطفة والنطفة من الغذاء والغذاء إنما يتولد من الماء والتراب على ما تقدم شرحه { ثُمَّ إِذَا أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } في الأرض . والترتيب والمهلة هنا ظاهران فإنهم يصيرون بشراً بعد أَطْوَارِ كثيرة و «تَنْتَشِرُونَ » حال .

و «إِذَا » هي الفُجَائِيَّة ، إلا أنَّ الفجائية أكثر ما تقع{[41905]} بعد الفاء ؛ لأنها تقتضي التعقيب ووجه وقوعها ( مع ){[41906]} «ثم » بالنسبة إلى ما يليق بالحالة الخاصة أي بعد تلك الأطوار التي قَصَّها علينا في موضع آخر من كوننا نطفةً ثم علقةً ثم مُضْغَةً ( ثُمَّ{[41907]} عظماً مجرداً ) ثم عظماً مكسوّاً لحما ( فَاجَأ{[41908]} ) البشرية فالانتشار .


[41904]:زيادة من "ب".
[41905]:في "ب" يقع بصيغة التذكير.
[41906]:ساقط من "ب".
[41907]:ساقط من "ب".
[41908]:ساقط من "ب".