فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ إِذَآ أَنتُم بَشَرٞ تَنتَشِرُونَ} (20)

{ ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون } ومن دلائل قدرته وبرهان لطفه وحكمته وأحديته أن جعل أصلكم معاشر الإنس من تراب ، فطين ، فحمأ مسنون ، صلصال كالفخار ، ثم سوى الخلاق العليم أول الخليقة وأبا البشر آدم عليه السلام ، ونفخ فيه من روحه ، ثم خلق منه زوجه ، ثم بث منهما رجالا كثيرا ونساء ، فإذا أنتم أيها الأناسي- بما منحكم الله- تسمعون وتبصرون ، وتدركون وتعقلون ، وتتصرفون في الأمور وتحتالون ، وتسخرون- بتسخير الله لكم - ما في السماوات وما في الأرض ، فهلا تشكرون ؟ ! .

[ { ومن آياته أن خلقكم من تراب . . } أي من علامات ربوبيته ووحدانيته أن خلقكم من تراب ، أي خلق أباكم منه ، والفرع كالأصل . . . و{ أن } في موضع رفع بالابتداء ومن قدر على هذا فهو أهل للعبادة والتسبيح . . ]{[3306]} . وفي غرائب القرآن : والانتشار إما بمعنى التردد في الحوائج كقوله : )فانتشروا في الأرض . . ( {[3307]} وإما بمعنى البث والتفريق ، كقوله : ) . . وبث منهما رجالا كثيرا ونساء . . ( {[3308]} .


[3306]:ما بين العارضتين أورده القرطبي.
[3307]:سورة الجمعة. من الآية 10.
[3308]:سورة النساء. من الآية 1.