تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ أَنۢبَتَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ نَبَاتٗا} (17)

5

المفردات :

أنبتكم من الأرض : أنشأكم من طينتها .

التفسير :

17-18- والله أنبتكم من الأرض نباتا* ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا .

كما يخرج النبات من الأرض ويتغذى بتربتها ، خلق الله آدم من تراب الأرض ، وخلق ذريته من النطفة ، وهي مكونة من الدّم ، والدّم خلاصة النبات ، والنبات من الأرض ، وهناك صلة بيننا وبين الأرض ، فهي أمّنا نعيش عليها ، ونتمتع بخيراتها ، وندفن في ترابها .

قال تعالى : منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى . ( طه : 55 ) .

ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا .

ثم يعيدنا الله إلى الأرض عند الموت ، حيث ندفن في ترابها ، ثم يخرجنا الله إخراجا محققا لا ريب فيه ، عند البعث والحشر والحساب والجزاء .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ أَنۢبَتَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ نَبَاتٗا} (17)

{ وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا } حين خلق أباكم آدم وأنتم في صلبه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ أَنۢبَتَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ نَبَاتٗا} (17)

يعني آدم عليه السلام خلقه من أديم الأرض كلها ، قاله ابن جريج . وقد مضى في سورة " الأنعام{[15389]} والبقرة " بيان ذلك . وقال خالد بن معدان : خلق الإنسان من طين ، فإنما تلين القلوب في الشتاء . و " نباتا " مصدر على غير المصدر ؛ لأن مصدره أنبت إنباتا ، فجعل الاسم الذي هو النبات في موضع المصدر . وقد مضى بيانه في سورة " آل عمران{[15390]} " وغيرها . وقيل : هو مصدر محمول على المعنى ؛ لأن معنى : " أنبتكم " جعلكم تنبتون نباتا ، قاله الخليل والزجاج . وقيل : أي أنبت لكم من الأرض النبات . " فنباتا " على هذا نصب على المصدر الصريح . والأول أظهر . وقال ابن جريج{[15391]} : أنبتهم في الأرض بالكبر بعد الصغر وبالطول بعد القصر .


[15389]:راجع جـ 6 ص 388. وجـ 1 ص 279.
[15390]:راجع جـ 4 ص 69.
[15391]:في ح، ز، ل: "وقال ابن بحر".
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ أَنۢبَتَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ نَبَاتٗا} (17)

ولما{[68741]} دل على كمال علمه وتمام قدرته بخلق الإنسان ثم بخلق ما هو أكبر منه أعاد الدلالة بخلق الإنسان لأنه أعظم المحدثات وأدلها على الله سبحانه وتعالى على وجه آخر مبين لبعض ما أشار إليه الأول{[68742]} من التفصيل{[68743]} مصرحاً بالبعث فقال مستعيراً الإنبات للإنشاء{[68744]} : { والله } أي الملك الأعظم الذي له الأمر كله { أنبتكم } أي بخلق أبيكم آدم{[68745]} عليه الصلاة والسلام { من الأرض } أي كما ينبت الزرع ، وعبر بذلك تذكيراً لنا لما كان من خلق أبينا آدم عليه الصلاة والسلام لأنه أدل على الحدوث والتكون من الأرض ، وأشار{[68746]} إلى أنه جعل غذءانا من الأرض التي خلقنا منها ، وبذلك الغذاء نمونا .

ولما كان إنكارهم للبعث كأنه إنكار{[68747]} للابتداء أكده بالمصدر وأجراه على غير فعله بتجريده من الزيادة ، إشارة إلى هوانه عليه سبحانه وتعالى وسهولته مع أنه إبداع وابتداء واختراع فقال : { نباتاً * } ومع ذلك فالآية صالحة للاحتباك : ذكر " أنبت " أولاً دال على حذف مصدره ثانياً ، وذكر " النبات " ثانياً دال على حذف فعله أولاً ، ليكون التقدير : أنبتكم إنباتاً فنبتم نباتاً .


[68741]:- زيد في الأصل: ثم، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68742]:- زيد من ظ وم.
[68743]:- من م، وفي الأصل وظ: التفعيل.
[68744]:- من ظ وم، وفي الأصل: للانشقان.
[68745]:- زيد من ظ وم.
[68746]:- زيد في الأصل: به، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68747]:- من ظ وم، وفي الأصل: إنكارا.