قوله : { والله أَنبَتَكُمْ مِّنَ الأرض نَبَاتاً } . يعني آدمَ - عليه الصلاة والسلام - خلقه من أديم الأرض كلِّها ، قاله ابن جريج . وقد تقدم بيانه .
و«نَبَاتاً » . إما مصدر ل «أنبت » على حذف الزوائد ، ويسمى اسم مصدر ، لأن مصدر «أنْبَتَ » «إنباتاً » فجعل الاسم الذي هو النباتُ في موضع المصدر وإمَّا ب «نَبَتُّمْ » مقدراً ، أي : «فَنَبَتُّمْ نَبَاتاً » ، فيكون منصوباً بالمضارع المقدر .
قال الزمشخريُّ : أو نصب ب «أَنْبَتَكُمْ » لتضمنه معنى : «نَبَتُّمْ » .
قال أبو حيَّان{[58014]} : ولا أعقل معنى هذا الوجه بالثاني .
قال شهابُ الدين{[58015]} : هذا الوجه المتقدم ، وهو أنه منصوب ب «أَنْبَتَكُمْ » على حذف الزوائد ومعنى قوله : لتضمنه معنى «نَبَتُّمْ » ، أي : مشتمل عليه ، غاية ما فيه أنه حذفت زوائدهُ .
قال القرطبيُّ{[58016]} : «وقال الخليلُ والزجاجُ : إنه محمول على المعنى ، لأن معنى " أنْبتَكُم " جعلكم تنبتون نباتاً .
وقيل : معناه أنبت لكم من الأرض النبات ، ف " نَبَاتاً " على هذا نصب على المفعول الصريح ، والأول أظهر » .
قال ابن بحر : أنبتكم في الأرض بالكبر بعد الصغر ، وبالطول بعد القصر ، ثم يعيدكم فيها ، أي عند موتكم بالدفن { وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً } بالنشور والبعث يوم القيامة .
والإنبات : استعارة بليغة ، قيل : المراد أنبت أباكم .
وقيل : المراد أنبت الكلَّ لأنهم من النطف ، وهي من الأغذية التي أصلها الأرض ، وهذا كالتفسير لقوله : { خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } ، ثم قال : { ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً } ، وهذا إشارة إلى الطريقة المعهودة في القرآن ، من أنه تعالى لما كان قادراً على الابتداء ، فهو قادر على الإعادة ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.