ولما{[68741]} دل على كمال علمه وتمام قدرته بخلق الإنسان ثم بخلق ما هو أكبر منه أعاد الدلالة بخلق الإنسان لأنه أعظم المحدثات وأدلها على الله سبحانه وتعالى على وجه آخر مبين لبعض ما أشار إليه الأول{[68742]} من التفصيل{[68743]} مصرحاً بالبعث فقال مستعيراً الإنبات للإنشاء{[68744]} : { والله } أي الملك الأعظم الذي له الأمر كله { أنبتكم } أي بخلق أبيكم آدم{[68745]} عليه الصلاة والسلام { من الأرض } أي كما ينبت الزرع ، وعبر بذلك تذكيراً لنا لما كان من خلق أبينا آدم عليه الصلاة والسلام لأنه أدل على الحدوث والتكون من الأرض ، وأشار{[68746]} إلى أنه جعل غذءانا من الأرض التي خلقنا منها ، وبذلك الغذاء نمونا .
ولما كان إنكارهم للبعث كأنه إنكار{[68747]} للابتداء أكده بالمصدر وأجراه على غير فعله بتجريده من الزيادة ، إشارة إلى هوانه عليه سبحانه وتعالى وسهولته مع أنه إبداع وابتداء واختراع فقال : { نباتاً * } ومع ذلك فالآية صالحة للاحتباك : ذكر " أنبت " أولاً دال على حذف مصدره ثانياً ، وذكر " النبات " ثانياً دال على حذف فعله أولاً ، ليكون التقدير : أنبتكم إنباتاً فنبتم نباتاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.