تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (5)

{ بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم } .

التفسير :

سيفرح المؤمنون بهذا النصر الذي نصر الله فيه الروم النصارى ، أصحاب قيصر ملك الشام على فارس أصحاب كسرى الوثنيين المجوس ، والله هو المنتقم من أعدائه المعز لأوليائه الرحيم بعباده .

قال العلماء : نزلت الآيات حين غلب سابور ملك الفرس على بلاد الشام وما والاها من بلاد الجزيرة ، وأقاصي بلاد الروم وهجم على هرقل ملك الروم حتى ألجأه إلى القسطنطينة ، وحاصره فيها مدة طويلة ثم عادت الدولة لهرقل فبعد نزول سورة الروم سنة 622م ببضع سنين أحرز هرقل أول نصر حاسم للروم على الفرس في نينوى على نهر دجلة ، وانسحب الفرس لذلك من حصارهم للقسطنطينية ولقى كسرى أبرويز مصرعه سنة 628 م على يد ولده ( شيرويه ) .

ولقد كانت هاتان الدولتان مسيطرتين على العالم القديم ، فارس في الشرق والروم في الغرب وكانتا تتنازعان السيادة على بلاد الشام وغيرها . iii

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (5)

بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ } أي : يفرحون بانتصارهم على الفرس وإن كان الجميع كفارا ولكن بعض الشر أهون من بعض ويحزن يومئذ المشركون .

{ وَهُوَ الْعَزِيزُ } الذي له العزة التي قهر بها الخلائق أجمعين يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء . { الرَّحيم } بعباده المؤمنين حيث قيض لهم من الأسباب التي تسعدهم وتنصرهم ما لا يدخل في الحساب .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (5)

" ينصر من يشاء " يعني من أوليائه ؛ لأن نصره مختص بغلبة أوليائه لأعدائه ، فأما غلبة أعدائه لأوليائه فليس بنصره ، وإنما هو ابتلاء وقد يسمى ظفرا . " وهو العزيز " في نقمته " الرحيم " لأهل طاعته .