السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (5)

{ بنصر الله } أي : الذي لا رادّ لأمره للروم على فارس ، وقد فرحوا بذلك وعلموا به يوم وقوعه يوم بدر بنزول جبريل عليه السلام بذلك فيه مع فرحهم بنصرهم على المشركين فيه ، قال السدي : فرح النبيّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنون بظهورهم على المشركين يوم بدر وظهور أهل الكتاب على أهل الشرك ، وعن أبي سعيد الخدري : وافق ذلك يوم بدر وفي هذا اليوم نصر المؤمنون . { ينصرُ من يشاء } من ضعيف وقوي لأنه لا مانع له ولا يسأل عما يفعل ، فالغلبة لا تدل على الحق بل الله قد يزيد ثواب المؤمن فيبتليه ويسلط عليه الأعادي ، وقد يختار تعجيل العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر قبل يوم المعاد { وهو العزيز } فلا يعز من عادى ولا يذل من والى ، وقرأ قالون وأبو عمرو والكسائي بسكون الهاء والباقون بالضم .

ولما كان السياق لبشارة المؤمنين قال { الرحيم } فيخصهم بالأعمال الزكية والأخلاق المرضية .