كأنه جمالة صفر : كأن الشرر إبل سود ( وتسمّيها العرب صفرا ) في الكثرة والتتابع وسرعة الحركة واللّون .
شبّه الشرر في كبره وضخامته بالقصر ، وقد كان العرب يطلقون القصر على كل بيت من حجر ، وليس من الضروري أن يكون في ضخامة ما نعهد الآن من قصور .
وإذا تتابع الشرر أشبه الجمالة الصفر في سرعتها وتتابعها وكثرة حركتها .
ومن المفسرين من قال : إن المراد الإبل السود التي تضرب إلى الصفرة .
ورجّح الفخر الرازي أن المراد : الإبل الصفراء ، لأن الشرر إنما يسمى شررا ما دام يكون نارا ، ومتى كان نارا كان أصفر ، وإنما يصير أسود إذا انطفأ ، وعندئذ لا يسمى شررا ، ولعل هذا الرأي أقرب إلى الصواب .
والجمالة : جمع جمل ، لحقت بها التاء لتأنيث الجمع .
والمقصود بتشبيه الشرر بالقصر : بيان أن النار عظيمة جدّا .
{ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ } وهي السود التي تضرب إلى لون فيه صفرة ، وهذا يدل على أن النار مظلمة ، لهبها وجمرها وشررها ، وأنها سوداء ، كريهة المرأى{[1327]} ، شديدة الحرارة ، نسأل الله العافية منها [ من الأعمال المقربة منها ] .
ولما شبهه في عظمه ، شبهه في لونه فقال : { كأنه جملات } جمع جمالة جمع جمل مثل {[70925]}حجارة وحجر{[70926]} للدلالة مع كبره على كثرته وتتابعه واختلاطه وسرعة حركته ، ومن قرأ بضم الجيم فهو عنده جمع جمالة وهي الحبل الغليظ من حبال السفينة - شبهه به-{[70927]} في امتداده والتفافه ، ولا تنافي فإن الشرر منه ما هو هكذا ومنه-{[70928]} ما هو كما تقدم { صفر* } جمع أصفر للون{[70929]} المعروف ، وقيل : المراد به سواد يضرب إلى صفرة كما هي ألوان الجمال{[70930]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.