{ ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد19 وما ذلك على الله بعزيز20 وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص21 } .
ألم تر : أي : ألم تعلم ، والاستفهام للتقرير ، أي : لقد علمت أيها المخاطب ، فاشهد بما تعلم .
بالحق : أي : بالأمر الثابت ، وهو الحكمة المنزهة عن العبث .
يذهبكم : يفنكم حتى لا يبقى لكم أثر .
19 { ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق } .
ألم تعلم أيها العاقل أن الله جلت قدرته ، { خلق السماوات والأرض بالحق } . أي : بالحكمة البالغة المنزهة عن العبث ، وبالوجه الصحيح الذي تقتضيه إرادته ؛ ليستدل بهذا الخلق البديع المنظم على كمال القدرة ، وجلال الوحدانية ، وليتأمل الإنسان في هذا الكون ونظامه ، وما فيه من إبداع وجمال وتناسق وتكامل ، ثم يقول : { ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك } . ( آل عمران : 191 ) ، أي : لم تخلقه عبثا ، بل خلقته بالحق .
{ إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد } .
إن يشأ الله سبحانه إهلاككم أيها المكذبون ؛ يهلككم حتى لا يبقى منكم أحد ، { ويأت بخلق جديد } . أطوع لله منكم ، فإن من قدر على خلق هاتيك الأجرام العظيمة ، البالغة حدا كبيرا في الدقة والنظام والإبداع ، قادر على إهلاك الناس ، والإتيان بخلق جديد ، أطوع لله من السابقين .
قال تعالى : { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد* إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد* وما ذلك على الله بعزيز } . ( فاطر 15 17 ) .
وقال تعالى : { إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا } . ( النساء : 133 ) .
إن قدرة الله صفة وجودية قديمة قائمة بذاته تعالى ، فالكون جميعه في قبضته وفي تصرفه ، وكل شيء في الوجود متمثل لأمره ، قال تعالى : { إن الله على كل شيء قدير } . ( البقرة : 20 ) .
وقال سبحانه : { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } . ( يس : 82 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.