فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۚ إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ وَيَأۡتِ بِخَلۡقٖ جَدِيدٖ} (19)

قوله : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله خَلَقَ السماوات والأرض بالحق } الرؤية هنا هي القلبية ، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم تعريضاً لأمته ، أو الخطاب لكلّ من يصلح له . وقرأ حمزة والكسائي { خالق السماوات } ومعنى بالحقّ : بالوجه الصحيح الذي يحقّ أن يخلقها عليه ليستدلّ بها على كمال قدرته . ثم بيّن كمال قدرته سبحانه واستغناءه عن كل واحد من خلقه فقال : { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } فيعدم الموجودين ويوجد المعدومين ، ويهلك العصاة ، ويأتي بمن يطيعه من خلقه ، والمقام يحتمل أن يكون هذا الخلق الجديد من نوع الإنسان ، ويحتمل أن يكون من نوع آخر .

/خ23